yaa

yaa

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحباً بكم في منتدى الاعلاميين النشائين


    مع الله كيف تستقيم

    avatar
    الاعلاميه ابتهال العيدروس


    المساهمات : 5
    تاريخ التسجيل : 13/07/2010

    مع الله كيف تستقيم Empty مع الله كيف تستقيم

    مُساهمة  الاعلاميه ابتهال العيدروس السبت يوليو 17, 2010 9:53 am

    الاستقامه مع الله

    اساسها الاستقامه مع النفس

    دعوة تريد أن تستـقيم إلى الله :

    فعليها أن تدلف من باب الاستـقامة إذن . وبابها المحراب .

    وهكذا ، فإن على الدعوة الإسلامية في كل وقت أن تبدأ عملها من المسجد ، فتصلح العقيدة ، وتعلم دعاتها أدب التعامل الإسلامي ، وبذلك تسقط تـلقائياً كل المقاييس الأخرى في التـفاضل ، من جودة الكتابة ، و بلاغة اللسان ، و بهرج الشهادات الجامعية .

    وإنما جماع الخير في ارتياد المسجد ، وذخيرة المسجد نعم زاد الانطلاق .


    ولقد أحصاها الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما فقال :



    " من أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب ثماني خصال :

    آية محكمة

    و أخاً مستفاداً

    و علماً مستطرفاً

    و رحمة منتظرة

    وكلمة تدله على هدى ، أو تردعه عن ردى . وترك الذنوب حياء ، أو خشية "
    "

    فالمسجد هو في حقيقته موضع الفكرة الواحدة الطاهرة المصححة لكل ما يزيغ به الاجتماع . هو فكر واحد لكل الرؤوس ، ومن ثم فهو حل واحد لكل المشاكل . وكما يشق النهر فتـقف الأرض عند شاطئيه لا تتقدم , يقام المسجد فتـقف الأرض بمعانيها الترابية خلف جدرانه لا تدخله " .

    " فما المسجد بناء ولا مكاناً كغيره من البناء والمكان ، بل هو تصحيح للعالم الذي يموج من حوله و يضطرب ، فإن الحياة أسباب الزيغ والباطل والمنافسة والعداوة والكيد ونحوها ، وهذه كلها يمحوها المسجد ، إذ يجمع الناس مراراً في كل يوم على سلامة الصدر ، وبراءة القلب و روحانية النفس ، ولا تدخله إنسانية الإنسان إلا طاهرة منزهة مسبغة على حدود جسمها من أعلاه و أسفله شعار الطهر الذي يسمى الوضوء ، كأنما يغسل الإنسان آثار الدنيا عن أعضائه قبل دخول المسجد ) .
    ولقد تـفاعل الموفقون مع هذه الأعطيات التي تمنحهم إياها مساجدهم ، فولعوا بها ، و شدوا إليها شداً أنطق الشاعر بالصدق فوصفهم بأنهم :



    يمشون نحو بيوت الله إذ سمعوا **** ( الله أكبر ) في شوق وفي جذل
    أرواحهم خشعت لله في أدب **** قلوبهم من جلال الله في وجل
    نجواهم : ربنا جئناك طائعة **** نفوسنا ، وعصينا خادع الأمل
    إذا سجى الليل قاموه و أعينهم **** من خشية الله مثل الجائد الهطل
    هم الرجال فلا يلهيهم لعب **** عن الصلاة ، ولا أكذوبة الكسل

    ثم ما برح أئمة الموفقين يلحون في التوصية بذلك ، ابتداء بالصدر الأول ، كمثل عبد الله بن المبارك حين يقول :


    اغتنم ركعتين زلفى إلى الله **** إذا كنت فارغاً مستريحاً
    و إذا هممت بالنطق بالباطل **** فاجعل مكانه تسبيحاً


    و انتهاء بقادة الدعوة في هذا القرن ، كمثل الإمام البنا حين يوصي أن :


    " أيها الأخ العزيز
    :


    أمامك كل يوم لحظة بالغداة ، ولحظة بالعشيّ ، ولحظة في السحر ، تستطيع أن تسمو فيها كلها بروحك الطهور إلى الملأ ، فتظفر بخير الدنيا والآخرة . وأمامك يوم الجمعة وليلتها تستطيع أن تملأ فيها يديك و قلبك وروحك بالفيض الهاطل من رحمة الله على عباده ، وأمامك مواسم الطاعات وأيام العبادات وليالي القربات التي وجهك إليها كتابك الكريم ورسولك العظيم ، فاحرص على أن تكون فيها من الذاكرين لا من الغافلين ، ومن العاملين لا من الخاملين ، واغتـنم الوقت ، فالوقت كالسيف ، ودع التسويف فلا أضر منه "


    وكمثل الإمام بديع الزمان سعيد النورسي حين يخاطبك و يقول :


    " رُكِّبتَ من القصور والفقر والعجز و الاحتياج ، لتـنظر بمرصاد قصورك إلى سرادقات كماله سبحانه ، وبمقياس فقرك إلى درجات غناه و رحمته ، و بميزان عجزك إلى قدرته و كبريائه ، ومن تـنوع احتياجك إلى أنواع نعمه و إحسانه .
    فغاية فطرتك هي العبودية .
    و العبودية أن تعلن عند باب رحمته قصورك بـ( أستغفر الله ) و ( سبحان الله ) .

    و فقرك بـ ( حسبنا الله ) و بـ ( الحمد لله ) ، و بالسؤال .
    و عجزك بـ( لا حول و لا قوة إلا بالله ) و بـ ( الله أكبر ) ، و باستمداد .

    فَتُظْهِر بمراتب عبوديتك جمال ربوبيته "


    و كمثل الإمام المودودي – رحمه الله – حين يتحدث عن بعث الرسل عليهم السلام لتحقيق غاية العبودية في الأرض ويقول : " انظروا قليلاً في ما تحرّى النبي صلى الله عليه وسلم من التدرج والترتيب للبلوغ إلى هذه الغاية ، فقد قام بدعوة الناس – أولاً و قبل كل شيء – إلى الإيمان ، و أحكمه في قلوبهم ، وأتـقنه على أوسع القواعد و أرحبها ، ثم نشأ في الذين آمنوا تعليمه و تربيته طبقاً لمقتضيات هذا الإيمان تدرجاً بالطاعة العملية – أي الإسلام – و الطهارة الخلقية – أي التـقوى – و حب الله والولاء له – أي الإحسان . ثم شرع بسعي هؤلاء المؤمنين المخلصين المنظم المتواصل في تحطيم النظام الفاسد للجاهلية القديمة و استبدال نظام صالح به ، قام على القواعد الخلقية و المدنية المقتبسة من القانون الإلهي المنزل من الرب تعالى . ثم لما أصبح هؤلاء الذين آمنوا ولبوا دعوته من كل وجهة – بقلوبهم وأذهانهم ونـفوسهم وأخلاقهم وأفكارهم وأعمالهم – مسلمين متـقين محسنين بالمعنى الحقيقي ، وانصرفوا بأنفسهم إلى ذلك العمل الذي ينبغي لعباد الله المخلصين الأوفياء أن ينصرفوا إليه إذن ، وبعد كل ذلك أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يرشدهم إلى ما يزين حياة المتـقين المحسنين من الآداب والعادات المهذبة في الهيئة والملبس والمأكل والمشرب والمعيشة والقيام و الجلوس ، وما إلى ذلك من الشؤون الظاهرة . وكأنني به فتن الذهب و نقاه من الأوساخ و الأقذار أولاً ، ثم طبع عليه بطابع الدينار ، ودرب المقاتلين أولاً ، ثم كساهم زي القتال . وهذا هو التدرج الصحيح المرضي عند الله في هذا الباب كما يبدو لكل من تأمل القرآن و الحديث و تبصر فيهما "

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    __________________

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 14, 2024 3:29 pm